يتزامن هذا العرض مع إطلاق كتاب "استحضار النهضة: المعارض العربية في القدس الانتدابية" (إصدارات كاف، ٢٠٢٤)، بتحرير ندي أب سعادة، الذي يتناول بالدراسة والتحليل هاتين المحطتين المفصليتين في ثلاثينيات القرن الماضي. يقدّم الكتاب قراءة جديدة لمشروع الحداثة العربية من قلب القدس، ويستعيد العوالم الثقافية التي ساهمت في صنعها، ويكشف عن عمق شبكات الفن والسياسة التي ازدهرت آنذاك، رغم وقع الاستعمار وعراقيله
يندرج هذا المشروع ضمن سلسلة معارض انطلقت من مركز خليل السكاكيني الثقافي في رام الله (٢٠٢٢)، مرورًا بدارة الفنون في عمّان (٢٠٢٤)، وصولًا إلى بيروت. في كل محطة، يتفاعل المعرض مع أعمال فنية وحرفية ومواد أرشيفية مستمدة من مجموعات محلية، كاشفًا عن الامتداد الجغرافي للنهضة العربية، وفي الوقت نفسه عن تشتّت الثقافة المادية الفلسطينية إثر النكبات المستمرة منذ عام ١٩٤٨
النسخة الحالية في بيروت تواصل هذا الاشتباك مع السياق المحلي، موجّهة دعوة مفتوحة للمؤسسات والعائلات التي تحتفظ بأعمال فنية أو حرفية أو مواد أرشيفية تعود إلى معارض القدس في ثلاثينيات القرن الماضي، للمساهمة في النسخة الموسّعة من المعرض المخطط تنظيمها في دار النمر عام ٢٠٢٦
بالتوازي مع هذا العرض، يستضيف المتحف الفلسطيني في بيرزيت حاليًا عرضًا مكمّلًا يضم أعمالًا أصلية لفنانين وفنانات شاركوا في معارض الثلاثينيات في القدس. يشكّل كلٌّ من المعرض والكتاب دعوة لإعادة النظر في الشبكات الفنية والرؤى السياسية والخيال الثقافي الذي تفتّح في القدس تحت الانتداب، في مواجهة قوى التفتيت الاستعمارية، ومن أجل مشروع نهضوي عربي لا يزال في طور التكوين
المتحدثون ندي أبو سعادة، كيرستن شيد
تنظيم دار النمر والمتحف الفلسطيني